قصه سيدنا يوسف

قبل شهر تقريباً ظهر هذا التعليق على بوست الرد على الملحدين يتسائل كاتبه عن قصة النبي يوسف التي وردت في التوراه والتلمود والعهد القديم من الكتاب المقدس والقرءان وكان ملخص تساؤله كالاتي:


يا بن كريشان،
أنا مُعجب بتحليلك وافكارك وانا لست ملتزم ولكنني مُتعلم واطلب منك الاجابه على سبب تسمية مُحمد بن عبدالله (صلعم) الفرعون في سورة يوسف " ملك" بدلاً من فرعون. كيف تمكن من معرفة ان الفراعنه لم يكونوا يحكموا مصر في تلك الفتره؟ إذا كان عندك جواب فأنا سأعلن إلحادي التام والمطلق.

ملاحظه الانجيل يحكي ان الحاكم كان الفرعون ولكن الاثار دلت على انها فترة حكم الهكسوس. وهذا بالنسبة لي دليل تحريف.

مراد يوسف

عزيزي مراد يوسف،

شكراً على سؤالك وانت على حق فهذا هو احد الذرائعيات التي يستعملها المدعوذون لأثبات صحة القرءان مقابل المصادر الاخرى للقصه. والقصد من هذا تعظيم للمصدر الاسلامي للقصه مقابل المسيحي. بداية دعنى اذكر ان فترة الهكسوس في مصر ماتزال غامضة ولم يترك هؤلاء الغزاة اثاراً كثيره وما نعرفه عنهم جاءنا من قدماء المصريين. وليس لنا ان نؤكد ان هذه القصه لابد وان تكون حدثت في زمانهم بدون دليل..ولكن قبل كل شيء، وللقراء الذين لايعرفون قصة يوسف والوارده بنفس الاسم في القرءان فالنسردها هنا حسب النص الاسلامي:

في احد البوادي كان يعيش رجل كبير له من الاولاد اثنى عشر، ولكنه كان يحب ويفضل واحداً منهم. كان يفضله لسببين الاول جماله وحسنه وبهاه ، والثاني انه كان يقدر ان يفسر الاحلام. وكان قد قال لأبيه وهو صغير انه راي حلماً فيه احد عشر كوكبا والقمر والشمس يسجدان له. هذا التفضيل اشعل نيران الغيره في قلوب اخوته الذين قرروا التخلص منه.

يأخذ الاخوة الولد المفضل فيلقوه في حفرة او بئر( في النسخة المسيحيه يبيعونه لقافلة من الاسماعيليين بعبارة اخرى العرب) تجد قافلة يوسف فيستخرجونه من الحفرة ويذهبون به الى المدينة ويبيعونه عبداً. يشتريه احد كبار القوم ويضعه في خدمته. ولشدة جماله تفتن به إمرأة هذا الرجل وتراوده عن نفسه، يرفض الولد السيكس معها فتجرى خلفه ممسكة بقميصه فيتمزق من الخلف. يعرف سيده الامر فيزجه في السجن.

داخل السجن كان معه اثنان من المساجين يسآلانه كل عن حلمٍ حلمه. قال للأول الذي حلم انه يحمل سلة خبز تأكل الطيور منها بأنه سيقتل وتأكل الطيور من راسه. وفسر للسجين الثاني حلمه الذى رأى فيه انه يعصر خمراً بأنه سيصبح ساقي خمر (بارمان) عند الملك.

يتحقق الحلمان مثلما فسر بطل القصه ولكن لاينتهي هذا الامر فموهبة اخينا في تفسير الاحلام ليس لها حدود. بعد سبع سنوات يحلم الملك بانه يرى سبع بقرات هزال يأكلن سبعاً سمان وسبع سنبلات خضر وسبع ناشفات ومن كان بجانبه؟ السجين السابق بالطبع و الذي اصبحالان ساقياً للخمر ، فيخبره بأنه تعرف على رجل في السجن يستطيع تفسير الاحلام. فيطلب ان يحضروه. يفسر الرجل بطل القصه حلم الملك على ان البلاد ستمر بفترة سبع سنوات من الرخاء والمطر ينتج عنها وفرة في المحصول، يعقبها فترة سبع سنوات اخرى من القحط وشح المطر. ونصح الملك ان يخزن المحصول في فترة الرخاء ليستخدم في فترة الجدب.

ينجح هذا في تقريب بطل القصه الى الملك الذي يعينه وزيراً يساعده في إدارة شؤون البلاد. عندما تمر البلاد بالفترة العصيبه من الجفاف ياتي الناس من البوادي ليشتروا طعاماً لهم ولماشيتهم من المخزون. كان الرجل هو المشرف على هذه العمليه فيلاحظ قافلة بها اخوته وتعرف عليهم بدون ان يعرفوه بعد كل هذه السنين. يدبر لهم خطة يتهمهم فيها بسرقة صواع الملك، وهي اداة غرف للحبوب حيث يدسها في راحلة اخيه الاصغر. فيرجوه ان يطلق سراح اخيهم لأن اباهم قد اصابه العمى من البكاء على اخ اخر فقده. يرسل معهم الرجل قميصه ويقول لهم ان يلقوه على وجه ابيهم الذي يشتم رائحة ابنه فيعود اليه البصر ومن ثم يسترجعهم كلهم ليعيشوا معه وعند وصولهم يسجد الاخوه الاحدى عشر وامه وابيه له..فيتحقق حلمه الاول الذي رآه صغيراً ومن ثم ويعيشوا جميعاً في ثبات و نبات.

على عكس القصص الاخرى في القرءان او تلك المذكوره في التوراه والمنقوله الى الكتب الاخرى، تميزت هذه القصه بشيء خاص وهو وحدة الموضوع و تكامل الاحداث. في مطلع القرن العشرين اثبت احد علماء النصوص القديمه وهو الى هيرمان غونكيل ن هذا ليس بنص توراتي، وإنما احد اساطير قصص الحكمه.( نوع من القصص الخياليه التى تقص لإستعراض حكمة ما على الناس). العالم الالماني غيرهارد فون راد اكد هذا الرأي لأن القصه مبنيه على فن ادبي لايتسق مع القصص التوراتيه الاخرى
الجمعة، ٤ يونيو، ٢٠١٠
قصة سيدنا يوسف عليه السلام


قبل شهر تقريباً ظهر هذا التعليق على بوست الرد على الملحدين يتسائل كاتبه عن قصة النبي يوسف التي وردت في التوراه والتلمود والعهد القديم من الكتاب المقدس والقرءان وكان ملخص تساؤله كالاتي:


يا بن كريشان،
أنا مُعجب بتحليلك وافكارك وانا لست ملتزم ولكنني مُتعلم واطلب منك الاجابه على سبب تسمية مُحمد بن عبدالله (صلعم) الفرعون في سورة يوسف " ملك" بدلاً من فرعون. كيف تمكن من معرفة ان الفراعنه لم يكونوا يحكموا مصر في تلك الفتره؟ إذا كان عندك جواب فأنا سأعلن إلحادي التام والمطلق.

ملاحظه الانجيل يحكي ان الحاكم كان الفرعون ولكن الاثار دلت على انها فترة حكم الهكسوس. وهذا بالنسبة لي دليل تحريف.

مراد يوسف

عزيزي مراد يوسف،

شكراً على سؤالك وانت على حق فهذا هو احد الذرائعيات التي يستعملها المدعوذون لأثبات صحة القرءان مقابل المصادر الاخرى للقصه. والقصد من هذا تعظيم للمصدر الاسلامي للقصه مقابل المسيحي. بداية دعنى اذكر ان فترة الهكسوس في مصر ماتزال غامضة ولم يترك هؤلاء الغزاة اثاراً كثيره وما نعرفه عنهم جاءنا من قدماء المصريين. وليس لنا ان نؤكد ان هذه القصه لابد وان تكون حدثت في زمانهم بدون دليل..ولكن قبل كل شيء، وللقراء الذين لايعرفون قصة يوسف والوارده بنفس الاسم في القرءان فالنسردها هنا حسب النص الاسلامي:

في احد البوادي كان يعيش رجل كبير له من الاولاد اثنى عشر، ولكنه كان يحب ويفضل واحداً منهم. كان يفضله لسببين الاول جماله وحسنه وبهاه ، والثاني انه كان يقدر ان يفسر الاحلام. وكان قد قال لأبيه وهو صغير انه راي حلماً فيه احد عشر كوكبا والقمر والشمس يسجدان له. هذا التفضيل اشعل نيران الغيره في قلوب اخوته الذين قرروا التخلص منه.

يأخذ الاخوة الولد المفضل فيلقوه في حفرة او بئر( في النسخة المسيحيه يبيعونه لقافلة من الاسماعيليين بعبارة اخرى العرب) تجد قافلة يوسف فيستخرجونه من الحفرة ويذهبون به الى المدينة ويبيعونه عبداً. يشتريه احد كبار القوم ويضعه في خدمته. ولشدة جماله تفتن به إمرأة هذا الرجل وتراوده عن نفسه، يرفض الولد السيكس معها فتجرى خلفه ممسكة بقميصه فيتمزق من الخلف. يعرف سيده الامر فيزجه في السجن.

داخل السجن كان معه اثنان من المساجين يسآلانه كل عن حلمٍ حلمه. قال للأول الذي حلم انه يحمل سلة خبز تأكل الطيور منها بأنه سيقتل وتأكل الطيور من راسه. وفسر للسجين الثاني حلمه الذى رأى فيه انه يعصر خمراً بأنه سيصبح ساقي خمر (بارمان) عند الملك.


يتحقق الحلمان مثلما فسر بطل القصه ولكن لاينتهي هذا الامر فموهبة اخينا في تفسير الاحلام ليس لها حدود. بعد سبع سنوات يحلم الملك بانه يرى سبع بقرات هزال يأكلن سبعاً سمان وسبع سنبلات خضر وسبع ناشفات ومن كان بجانبه؟ السجين السابق بالطبع و الذي اصبحالان ساقياً للخمر ، فيخبره بأنه تعرف على رجل في السجن يستطيع تفسير الاحلام. فيطلب ان يحضروه. يفسر الرجل بطل القصه حلم الملك على ان البلاد ستمر بفترة سبع سنوات من الرخاء والمطر ينتج عنها وفرة في المحصول، يعقبها فترة سبع سنوات اخرى من القحط وشح المطر. ونصح الملك ان يخزن المحصول في فترة الرخاء ليستخدم في فترة الجدب.

ينجح هذا في تقريب بطل القصه الى الملك الذي يعينه وزيراً يساعده في إدارة شؤون البلاد. عندما تمر البلاد بالفترة العصيبه من الجفاف ياتي الناس من البوادي ليشتروا طعاماً لهم ولماشيتهم من المخزون. كان الرجل هو المشرف على هذه العمليه فيلاحظ قافلة بها اخوته وتعرف عليهم بدون ان يعرفوه بعد كل هذه السنين. يدبر لهم خطة يتهمهم فيها بسرقة صواع الملك، وهي اداة غرف للحبوب حيث يدسها في راحلة اخيه الاصغر. فيرجوه ان يطلق سراح اخيهم لأن اباهم قد اصابه العمى من البكاء على اخ اخر فقده. يرسل معهم الرجل قميصه ويقول لهم ان يلقوه على وجه ابيهم الذي يشتم رائحة ابنه فيعود اليه البصر ومن ثم يسترجعهم كلهم ليعيشوا معه وعند وصولهم يسجد الاخوه الاحدى عشر وامه وابيه له..فيتحقق حلمه الاول الذي رآه صغيراً ومن ثم ويعيشوا جميعاً في ثبات و نبات.

على عكس القصص الاخرى في القرءان او تلك المذكوره في التوراه والمنقوله الى الكتب الاخرى، تميزت هذه القصه بشيء خاص وهو وحدة الموضوع و تكامل الاحداث. في مطلع القرن العشرين اثبت احد علماء النصوص القديمه وهو الى هيرمان غونكيل ن هذا ليس بنص توراتي، وإنما احد اساطير قصص الحكمه.( نوع من القصص الخياليه التى تقص لإستعراض حكمة ما على الناس). العالم الالماني غيرهارد فون راد اكد هذا الرأي لأن القصه مبنيه على فن ادبي لايتسق مع القصص التوراتيه الاخرى.


يعتبر علماء النصوص القديمه قصة يوسف تلفيقه لتبرير حكم" ابناء يوسف" في شمال اسرائيل، وهو رأي العالم دونالدز ريدفورد و امرٌ قد يكون صحيحاً، إلا إنني ارى إضافة الى ذلك فهي محاولة لربط وتبرير الإستيلاء على أراضي الكنعانيين والفلسطينيين. هذه القصه قد تكون في الغالب من اصول سيريانيه او هنديه او فارسيه وقد تم تحريفها لتبرر قدوم العبرانيين من مصر، او لتلصقهم بمصر والتي قد لم يكونوا فيها فيها اصلاً. فالاثار المصريه القديمه لم تذكر اسم إسرائيل ولا انبيائهم ولا اي من الاحداث الخياليه التوراتيه ولا القرءانيه.

السر في هذه القصه خبيث فهو يصور ان اليهود كانوا بالاصل في بلاد كنعان وخرجوا منها بواسطة يوسف هذا، فهو قد نقل اخوته الاحد عشر الى مصر بعد ان عفا عنهم، ومن ثم عاشوا هناك كما يقول اليهود ستمائة عام عادوا بعدها الى " ارضهم" التي اعطاها الله لهم. فد(انا قليل الادب)هم الى مصر كان بعد ان غادروا ارض كنعان ثم عادوا اليها في زمن موسى. بعض المختصين يظن انها قصة الفت بعد شتات اليهود واضيفت الى التوراه.
أنا اتفق ان القصه اصلها من قصص الحكمه الخياليه ولكن اعتقد ان ورائها دافعاً سياسياً تبريرياً. ولكن النقطه الاهم هو ان هذه القصه لايمكن ان تكون قد حدثت في مصر، تابعني لتعرف لماذا؟



الجمعة، ٤ يونيو، ٢٠١٠
قصة سيدنا يوسف عليه السلام


قبل شهر تقريباً ظهر هذا التعليق على بوست الرد على الملحدين يتسائل كاتبه عن قصة النبي يوسف التي وردت في التوراه والتلمود والعهد القديم من الكتاب المقدس والقرءان وكان ملخص تساؤله كالاتي:


يا بن كريشان،
أنا مُعجب بتحليلك وافكارك وانا لست ملتزم ولكنني مُتعلم واطلب منك الاجابه على سبب تسمية مُحمد بن عبدالله (صلعم) الفرعون في سورة يوسف " ملك" بدلاً من فرعون. كيف تمكن من معرفة ان الفراعنه لم يكونوا يحكموا مصر في تلك الفتره؟ إذا كان عندك جواب فأنا سأعلن إلحادي التام والمطلق.

ملاحظه الانجيل يحكي ان الحاكم كان الفرعون ولكن الاثار دلت على انها فترة حكم الهكسوس. وهذا بالنسبة لي دليل تحريف.

مراد يوسف

عزيزي مراد يوسف،

شكراً على سؤالك وانت على حق فهذا هو احد الذرائعيات التي يستعملها المدعوذون لأثبات صحة القرءان مقابل المصادر الاخرى للقصه. والقصد من هذا تعظيم للمصدر الاسلامي للقصه مقابل المسيحي. بداية دعنى اذكر ان فترة الهكسوس في مصر ماتزال غامضة ولم يترك هؤلاء الغزاة اثاراً كثيره وما نعرفه عنهم جاءنا من قدماء المصريين. وليس لنا ان نؤكد ان هذه القصه لابد وان تكون حدثت في زمانهم بدون دليل..ولكن قبل كل شيء، وللقراء الذين لايعرفون قصة يوسف والوارده بنفس الاسم في القرءان فالنسردها هنا حسب النص الاسلامي:

في احد البوادي كان يعيش رجل كبير له من الاولاد اثنى عشر، ولكنه كان يحب ويفضل واحداً منهم. كان يفضله لسببين الاول جماله وحسنه وبهاه ، والثاني انه كان يقدر ان يفسر الاحلام. وكان قد قال لأبيه وهو صغير انه راي حلماً فيه احد عشر كوكبا والقمر والشمس يسجدان له. هذا التفضيل اشعل نيران الغيره في قلوب اخوته الذين قرروا التخلص منه.

يأخذ الاخوة الولد المفضل فيلقوه في حفرة او بئر( في النسخة المسيحيه يبيعونه لقافلة من الاسماعيليين بعبارة اخرى العرب) تجد قافلة يوسف فيستخرجونه من الحفرة ويذهبون به الى المدينة ويبيعونه عبداً. يشتريه احد كبار القوم ويضعه في خدمته. ولشدة جماله تفتن به إمرأة هذا الرجل وتراوده عن نفسه، يرفض الولد السيكس معها فتجرى خلفه ممسكة بقميصه فيتمزق من الخلف. يعرف سيده الامر فيزجه في السجن.

داخل السجن كان معه اثنان من المساجين يسآلانه كل عن حلمٍ حلمه. قال للأول الذي حلم انه يحمل سلة خبز تأكل الطيور منها بأنه سيقتل وتأكل الطيور من راسه. وفسر للسجين الثاني حلمه الذى رأى فيه انه يعصر خمراً بأنه سيصبح ساقي خمر (بارمان) عند الملك.


يتحقق الحلمان مثلما فسر بطل القصه ولكن لاينتهي هذا الامر فموهبة اخينا في تفسير الاحلام ليس لها حدود. بعد سبع سنوات يحلم الملك بانه يرى سبع بقرات هزال يأكلن سبعاً سمان وسبع سنبلات خضر وسبع ناشفات ومن كان بجانبه؟ السجين السابق بالطبع و الذي اصبحالان ساقياً للخمر ، فيخبره بأنه تعرف على رجل في السجن يستطيع تفسير الاحلام. فيطلب ان يحضروه. يفسر الرجل بطل القصه حلم الملك على ان البلاد ستمر بفترة سبع سنوات من الرخاء والمطر ينتج عنها وفرة في المحصول، يعقبها فترة سبع سنوات اخرى من القحط وشح المطر. ونصح الملك ان يخزن المحصول في فترة الرخاء ليستخدم في فترة الجدب.

ينجح هذا في تقريب بطل القصه الى الملك الذي يعينه وزيراً يساعده في إدارة شؤون البلاد. عندما تمر البلاد بالفترة العصيبه من الجفاف ياتي الناس من البوادي ليشتروا طعاماً لهم ولماشيتهم من المخزون. كان الرجل هو المشرف على هذه العمليه فيلاحظ قافلة بها اخوته وتعرف عليهم بدون ان يعرفوه بعد كل هذه السنين. يدبر لهم خطة يتهمهم فيها بسرقة صواع الملك، وهي اداة غرف للحبوب حيث يدسها في راحلة اخيه الاصغر. فيرجوه ان يطلق سراح اخيهم لأن اباهم قد اصابه العمى من البكاء على اخ اخر فقده. يرسل معهم الرجل قميصه ويقول لهم ان يلقوه على وجه ابيهم الذي يشتم رائحة ابنه فيعود اليه البصر ومن ثم يسترجعهم كلهم ليعيشوا معه وعند وصولهم يسجد الاخوه الاحدى عشر وامه وابيه له..فيتحقق حلمه الاول الذي رآه صغيراً ومن ثم ويعيشوا جميعاً في ثبات و نبات.

على عكس القصص الاخرى في القرءان او تلك المذكوره في التوراه والمنقوله الى الكتب الاخرى، تميزت هذه القصه بشيء خاص وهو وحدة الموضوع و تكامل الاحداث. في مطلع القرن العشرين اثبت احد علماء النصوص القديمه وهو الى هيرمان غونكيل ن هذا ليس بنص توراتي، وإنما احد اساطير قصص الحكمه.( نوع من القصص الخياليه التى تقص لإستعراض حكمة ما على الناس). العالم الالماني غيرهارد فون راد اكد هذا الرأي لأن القصه مبنيه على فن ادبي لايتسق مع القصص التوراتيه الاخرى.


يعتبر علماء النصوص القديمه قصة يوسف تلفيقه لتبرير حكم" ابناء يوسف" في شمال اسرائيل، وهو رأي العالم دونالدز ريدفورد و امرٌ قد يكون صحيحاً، إلا إنني ارى إضافة الى ذلك فهي محاولة لربط وتبرير الإستيلاء على أراضي الكنعانيين والفلسطينيين. هذه القصه قد تكون في الغالب من اصول سيريانيه او هنديه او فارسيه وقد تم تحريفها لتبرر قدوم العبرانيين من مصر، او لتلصقهم بمصر والتي قد لم يكونوا فيها فيها اصلاً. فالاثار المصريه القديمه لم تذكر اسم إسرائيل ولا انبيائهم ولا اي من الاحداث الخياليه التوراتيه ولا القرءانيه.

السر في هذه القصه خبيث فهو يصور ان اليهود كانوا بالاصل في بلاد كنعان وخرجوا منها بواسطة يوسف هذا، فهو قد نقل اخوته الاحد عشر الى مصر بعد ان عفا عنهم، ومن ثم عاشوا هناك كما يقول اليهود ستمائة عام عادوا بعدها الى " ارضهم" التي اعطاها الله لهم. فد(انا قليل الادب)هم الى مصر كان بعد ان غادروا ارض كنعان ثم عادوا اليها في زمن موسى. بعض المختصين يظن انها قصة الفت بعد شتات اليهود واضيفت الى التوراه.
أنا اتفق ان القصه اصلها من قصص الحكمه الخياليه ولكن اعتقد ان ورائها دافعاً سياسياً تبريرياً. ولكن النقطه الاهم هو ان هذه القصه لايمكن ان تكون قد حدثت في مصر، تابعني لتعرف لماذا؟


مصر القديمه حكمها ملوك، لم تكن جمهوريه (: وكان ملك مصر يتلقب بفرعون وهذا نطقها العربي ولكنها بالهيروغليفيه " فييه رع" وهي كلمه مكونه من جزئين تعتبر لقباً للملك. فكما كان الخليفه والسلطان يلقب نفسه بأمير المؤمنين، او خادم الحرمين اوصاحب الجلاله فملك مصر كان يتلقب بأبن رع. وهذا يعني انه ابن الشمس التي هي رمز الرب عند المصريين القدماء. تذكر بأن وادي الملوك هو اسم المكان الذي كانوا يدفنون فيه ملوكهم.

المضحك ان هذا يشبه حالة ان يأتي قوم، فالنقل المكسيكيين ويكتبون عن خلفاء المسلمين ويسمونهم امير المؤمنين..ثم يأتي ويقول لك شوف الذكاء كيف ان كتابنا المكسيكي المقدس قال عند ذكر النبي علي بابا ان الحاكم كان الخليفه و ليس امير المؤمنين بينما سماه الخليفه في بقية النصوص...هذا كلام فارغ وخطأ كبير بذاته.

كم فرعون حكم مصر ومع هذا لم يتمكن القرءان ولا جميع كتب الديانات التوحيديه الاخرى (يهوديه ومسيحيه) من ذكر اسم ملك مصري واحد. فلا قالوا رمسيس ولا امحوتب ولا توت عنخ..كانوا جهلة تماماً بهذا. كان القرءان يتكلم بقال فرعون وعمل فرعون وكأنه اسم لشخص واحد فقط

قصة يوسف هذه لم ترد عند قدماء المصريين المعروفين بتدوينهم لكل الاحداث، كما انهم لم يدونوا قصة موسى ابداً. يقول الذرائعيون انهم لم يفعلوا لأنهم لايدونون هزائمهم ومع فقد عرفنا قصة الهكسوس من كتابات المصريين انفسهم. لايوجد ذكر لموسى ولا ليوسف في التاريخ المصري برمته. يعتقد بعض الباحثين في تاريخ الاسرائيليات بأن قصة يوسف اقحمت في فترة لاحقه نتيجة صراع قبلي على السلطه بين العبرانيين. ويقال انها لتبرير سلطة واحقية اليوسفيين وهي المملكه الشماليه للعبرانيين (بيت يوسف) في الحكم بسبب التوسع الذي قامت به مملكة يهوذا الجنوبيه والضغط على الشمال والتي كانت تدعي ان جدهم يهودا له احقية الحكم كونه ابن يعقوب. يعنى القصه كلها مختلقه فليس هناك يوسف ولا حاجه.

هناك شيء ابسط من هذا بكثير، ان لم تكن قصة موسى حقيقيه، فكيف تصح قصة يوسف؟ هذا الفرعون الذي عاند وعارض يوسف وغرق في البحر و قام ببناء برج ليصل به الى السماء..ليس له اسم حتى! شخصيه تاريخيه كهذه ليس لها اسم كيف هذا؟ ليس هناك دليل اركيولوجي ولا تاريخي من تلك الفتره ولا من تاريخ الامم القريبه مثل البابليين لديهم علم بهذه القصه.

كون هذه القصص تختلط بأحداث خياليه خارقة للطبيعه يدل على انها مجرد اساطير من التقاليد الشعبيه شق البحر، تفسير الاحلام والتنبؤ بالمستقبل وامطار الضفادع و الدم، ولادة العذاراء..وكلام فاضي اخر.
الان عزيزي مراد ارجع الى سرد القصه الذي كتبته في بداية المقال ولاحظ إنني لم استخدم اسم يوسف و لامصر فبالتالي هي قصة مسروقه وهي من بلاد تعتمد في الري على الامطار‘ فقد تكون فارس او الهند او من مصدر سيرياني. الشيء الثاني هناك ذكر لقوافل الابل في هذه القصه وللعلم لاتوجد رسوم ولانقوش للجمال عند المصريين، فالجمل كحيوان دخل الى مصر مع الغزو العربي. لاتوجد كلمه للجمل في اللغة الهيروغليفيه كما ان اول تدجين للجمل في العالم هو سنة الفين وخمسمائه قبل الميلاد في الجزيره العربيه، بينما الحضاره المصريه اقدم من ذلك التاريخ واقدم اشاره او اثر الى حيوان الجمل في مصر نجدها في الفتره البيزنطيه الرومانيه. لم تكن حتى الشعوب السيريانيه المحيطه بمصر تستخدم الجمال. وكان المصريون يحاربون ببوارج نهريه في النيل، وربما تعلم المصريون إستخدام الخيول التي تظهر في مرحلة لاحقه لديهم بعد حؤروبهم مع الهكسوس ولكن بالتأكيد قصة يوسف هذه لم تحدث في مصر وقد اقحمها احد عليهم وهم اليهود في اعتقادي بعد ان نقلوها من احد الاساطير الساميه.
والان انتفت معجزة "الهكسوس" الاسلاميه في تسمية ملك في نص القرءان بدل فرعون لأن القصه كما ذكرت لاعلاقة لها بمصر لامن قريب ولا من بعيد.

بن كريشان