بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أخواتي :تتنوع قلوب البشر بتنوع ألوانهم وأشكالهم وطبائعهم ..إلا أن المفتاح السحرى لكل القلوب بلا إستثناء واحد
هو المدح والثناء .... مفتاح القلوب المغلقة
وهو من أهم المهارات التي يجب أن يتقنها الداعية إلى الله عزوجل
فالداعية الناجح إذا أراد أن يقدم النصيحة غلفها بالمدح والثناء وبذلك يقوم بعمل تهيئة للقلب لإستقبال نصيحته بصدر رحب وقبول
وكم رأينا من أناس يتكبرون ويرفضون النصيحة ويضيقون بها فقط لأن الناصح لم يسلك الأسلوب الصحيح في الدعوة
وهذا الأسلوب الدعوي هو منهج نبوي استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم _ وهو أعظم الدعاة _ في دعوته
فنراه يوما وهو يعلم معاذ بن جبل ذكرا فيقول له :" يا معاذ والله إني لأحبك ....فلا تدعن في دبر كل صلاة اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ."
سبحان الله إذا تأملت هذا الحديث وجدت أسلوبا رائعا في الدعوة .....فالنبي صلى الله عليه وسلم بدأ بتقديم الحب والثناء فتهيأ قلب معاذ رضي الله عنه لتقبل هذه النصحية بلهفة وانتظار .
وفي موقف آخر يلاحظ النبي صلى الله عليه وسلم أن عمر بن الخطاب إذا طاف بالبيت زاحم الناس ليقبل الحجر الأسود وكان رجلا صلبا قوي الجسد فأراد النبي أن ينصحه فانظري ماذا قال له ..... قال :" يا عمر : إنك رجل قوي ..فلا تزاحمن عند الحجر ."
ما أعظمك يا رسول الله ..... بدأ نصيحته بالثناء على عمر وعلى قوته ....ففرح عمر وتهيأ نفسيا لقبول النصيحة
وانتهت القضية ...
ومرة عندما أراد أن ينصح بن عمر بقيام الليل قال:" نعم الرجل عبد الله بن عمر ..لو كان يقوم من الليل ."
هذا كان منهجه يا غاليات ..... ومنهج كل داعية ناجح
إذا أردت النصيحة وتخشين من الصدود والرفض فاتبعي منهج النبي في الدعوة غلفي نصيحتك بالمدح والثناء أولا ....فهذه هي الطريقة المثلى في الدعوة
اتبعيها مع إخوتك ...مع أهلك ....مع صديقاتك ...ومع كل من ترغبين في دعوتهم ..ستفاجئين أن نصيحتك تلقى القبول ..لا الصد والنفور
وتذكري أختاه أن مدح الاناس والثناء عليهم لن يكلفك الكثير ....فالكلمة الطيبة صدقة
وسيعود عليك وعليهم بالخير :" ولأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير من حمر النعم ."
رزقنا الله وإياكن الدعوة إلى الله عزوجل بالحكمة والموعظة الحسنة
[i]