أخواتي الفاضلات
,
إخواني الأفاضل
تحية طيبة وبعد ..
مما لا شك فيه بأن كل واحد منا يحمل في جعبته آمآلا وطموحات كثيرة ..
ولكنها تختلف من إنسان لآخر .. في شكلها ونوعها وكمّها وحجمها .. الخ .
هل الطموح ينبع من الفكر ؟
باعتقادي بأنه من صلب الفكر ومن الأمور التي تحذونا للفكر .. فطموح الإنسان
لا يختلف عن تفكيره كثيرا .. فهو جزء منه فالفلاح يطمح بتوسعة حقله وزيادة
محصوله .. والطبيب يطمح بأن يحقق انجازا طبيّاً لم يسبقه إليه أحد .. والمعلم
يطمح أن يكون علمه قد وصل لأذهان تلاميذه فيذكرونه بخير ..
هكذا هي الحياة كلٌّ يجري إلى تحقيق رغبته وطموحه في الحياة ...ولكن هذه
الطموحات تحتاج منّا الصبر والتأني حتى تكون النتائج إيجابية ...
لا تحسبن المجد تمرا أنت اكله *** لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر
هل الطموح عند شباب الأمس كطموح شباب اليوم ..؟؟
لا أظن ذلك .. قديماً كان الشباب مفعماً بالحيوية والرجولة والخشونة .. كانوا
يعملون من أجل العمل .. ي(انا قليل الادب)بون لقمة عيشهم بكدهم وتعبهم .. فلم يكن
مهيأً لهم ما تهيأ لشبابنا اليوم .. كان أكبر طموحهم هو الراحة بعد التعب ..
وتأمين ما يحتاجونه من مأكل ومسكن شريف يحوي أجسادهم ويضم عيالهم
بينما اليوم .. فالنظرة للحياة اختلفت كثيراً .. وتطورت مساقات الحياة واختلفت
عن سابقتها .. لم نعد نرى الفلاح الذي يشقى ويتعب ولم نعد نرى السعي
لاسعاد النفس البشرية كما السابق .. الشباب منغمس في الراحة .. لا هم
له سوى التفكير بركوب أفضل السيارات وحمل أحدث الأجهزة الخلوية ..
ولباس جميل يظهره أمام الناس بأجمل حُلّة .. ويحاول جاهداً طيلة يومه ألّا
يتسخ ثوبه أو يتغبّر حذاءه ..
على أية صورة يعجبك الشباب ..؟؟
يعجبني الشباب إذا هو استقام واستطال , ثم انتقل يستقبل الريح باردةً
ولافحةً وظَهْر عريض يحمل الأثقال ابتساماً .. يعجني الشباب اذا هو تفرقع
في الحياة ,,,
يعجني به الثوب البسيط الأنيق .. يخلع التأنق عند العمل .. فإذا كان انبطاحاً
على الأرض ., تمرّغ في تراب الأرض .. يعجني الشباب إذا عزف عن الفاحشة
.. وابتعد عن مقالة السوء , يتمهل في السرعة كي يمرّ طفلٌ ..أو يقوم عن
مقعدٍ كي تجلس امرأة .. يحترم أخت صديقه إذا لقيها في الطرقات ...
يعجني الشباب إذا أدرك أن الشباب عهد تحصيل لا عهد لهوٍ ولعب ..
وأن المدنيّة وجدت للراحة لا للعبث .. وأن ما وصلنا إليه هو نتاج جهودٍ جبّارةٍ
وأعمالٍ حقيقية ..
إذا كانت النفوس كبارا *** تعبــت في مرادهــا الأجســام
ما أريد الوصول اليه أحبتي .. هو التفكير الجاد بالطموح .. وأن نطمح للغالي والنفيس
مما يحقق الخير للجميع .. وأن لا نضع حدّا لطموحاتنا .. ونقبع بعدها تحت مظلة الراحة
مَنْ أراد لنفسه المجد لا بد أن يتعب ويعمل ويطمح حتى يحقق ما بنفسه من
آمال وطموحات ..
هل أنتم ممن يؤيدون الطموح الجاد الواسع , أم تكتفون بواقع الحياة .؟؟
وهل الحياة تعتبر حجر عثرة لتحقيق طموحاتنا وآمالنا ..؟؟
مهما كانت الإجابة .. فتحقيقها هو نوع من أنواع الطموح .. والبحث عنها طموح ..
وتطبيقها طموح .. فقط يلزمنا الثقة بالنفس والصدق معها حتى نصل لدرجة من
الرقي والسمو ...
جعلنا الله وإياكم ممن يطمحون لتحقيق رضاه ونيل محبته وسكون جنته ...
تحياتي لك
بقلم أخيكم باسم الطيب