AboDiab عضو جديد
الدولة : الابراج :
العمر : 31 عدد المساهمات : 106
نقاط : 278 0 تاريخ التسجيل : 07/11/2010
| موضوع: موسوعة نصائح من شباب لشباب((19))رسالة إلى مريض الجمعة نوفمبر 12, 2010 6:40 pm | |
| أخي يا من أحبك الله فابتلاك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الحبيب: متى أصابك مكروه في بدنك أو مالك أو حبيبك، فاعلم أن الذي قدَّره حكيم عليم، لا يفعل شيئاً عبثاً، ولا يقدّر شيئاً سدى، وأنه تعالى رحيمٌ قد تنوعت رحمته على عبده يرحمه فيعطيه، ثم يرحمه فيوفقه للشكر، ويرحمه فيبتليه، ثم يرحمه فيوفقه للصبر، ويرحمه أيضاً بأن يجعل ذلك البلاء مكفراً لذنوبه وآثامه، ومنميّاً لحسناته، ورافعاً لدرجاته. ففي الصحيحين أن رسول الله e قال: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها عن خطاياه". وروى مسلم أن رسول الله e قال: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيراً له" فأبشر يا رعاك الله بمغفرة الله لك، واحمد الله تعالى على فضله وجزيل عطائه، وعليك بالصبر والإيمان، واحتسب على الله عز وجل الثواب الذي وعده الصابرين بقوله: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) الزمر، آية: [10]. أخي المريض: اعلم أن من كمال الصبر كتمان المرض وسائر المصائب، ومن كنوز البر كتمان المصائب والأوجاع والصدقة. قال الأحنف: لقد ذهبت عيني منذ أربعين سنة ما ذكرتها لأحد. وها هو عطاء – يرحمه الله – لما نزل في إحدى عينيه الماء مكث عشرين سنة لا يعلم به أهله. فأين نحن من هؤلاء؟! فليحذر العبد كل الحذر من الشكوى إلى الخلق، أو أن يتكلم في حال مصيبته وبكائه بشيء يحبط به أجره، ويُسخط به ربه. قال الفضيل لرجل يشكو إلى رجل: يا هذا تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك. أخي المريض: اعلم أن الذي أنزل الداء أنزل الدواء ووعد الشفاء، ومن أعظم الدواء الاستشفاء بالقرآن، وبالعسل، وبالحبة السوداء، وبماء زمزم، وبالدعاء، وبالماء، كما أخبر بذلك النبي e واجعل في المرض مكان الأنين ذكر الله تعالى، والاستغفار، والتعبد، والجأ إلى الله في كل شؤونك، فهو وحده الشافي المعافي. فها هو رجل يعيش مع زوجته عيشة هنية لا يكدرها شيء، وفي يوم من الأيام جاءت حيَّة ودخلت المنزل، وعندما رآها الرجل أمسك ذنبها من أجل قتلها، فانثنت عليه الحية ونهشت يده فانشلت ومضى على ذلك زمن طويل، فشلّت اليد الأخرى لغير سبب يعرفه، ثم جفّت رجلاه، ثم عُمي، ثم أصبح أخرساً، وبقي على تلك الحال سنة كاملة ولم يبق له جارحة صحيحة إلا سمعه، وهو طريح على فراشه لا يستطيع الحركة ولا الكلام، وذات يوم دخلت امرأة إلى زوجته وسألت عن حاله فقالت الزوجة: لا حي يرجى ولا ميت فيسلى، فآلمه ذلك وبكى بكاءً شديداً وتوجه إلى الله بالدعاء أن يشفيه، ونام تلك الليلة، فما أحس إلا وقد انتبه وقت السحر وهو يحرك كل جسمه ونزل عن السرير فرحاً مسروراً وهو يقول: يا قديم الإحسان لك الحمد. فسبحان من يحيي العظام وهي رميم. | |
|